Table of Contents
منذ آل أمرها إلى قريش وتُشد إليها الرحال، وتشخص إليها الأبصار هي مكة المكرمة، كانت بمثابة عبادة وتجارة قديماً، واستمرت كرقعة ترعى الأشهر الحرم بسبب وجود الكعبة بها، يتوافد عليها الحاج والمعتمر والزائر والسائح لكل الوجهات الدينية والتاريخية والثقافية، فبها أكثر من كل جهة سواها. فزد حصيلتك الإثرائية واعرف أهم المعالم السياحية في مكة المكرمة.
1- المسجد الحرام
يقع المسجد الحرام في وسط مكة المكرمة، هو أقدس بقاع الأرض، وأول بيت عليها لعبادة إله واحد أحد. {إِنَّ أَوَّلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} (آل عمران/ 96). يمتد الحرم المكي على مساحة كبيرة تزيد عن المليون متراً مربعاً، وتشتمل العديد من المعالم الإسلامية المهمة، مثل: الكعبة المشرفة، ومقام إبراهيم، وبئر زمزم…إلخ.
وقد سُمي بالمسجد الحرام بسبب حرمة القتال فيه منذ دخول النبي ﷺ مكة المكرمة منتصراً، وحتى يوم القيامة. وتشمل هذه الحرمة جميع الكائنات الحية.
يُعَد المسجد الحرام أكبر وأهم مسجد في الإسلام، حيث يحتضن الكعبة المشرفة، التي هي قبلة المسلمين في صلواتهم.
2- الكعبة المشرفة
وهي بناء شبه مربع يقع في وسط المسجد الحرام في مكة المكرمة، يرجع أصل بناء الكعبة إلى نبي أبي الأنبياء إبراهيم -عليه السلام – حيثُ رُفعت قواعدها بواسطة إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- بأمر من الله تعالى. كما ورد في الذكر الحكيم: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ} (البقرة/ 127). أما عن مظهرها الجمالي، فالكعبة محاطة بأجمل الأغطية وأرقاها، ألا وهي كسوتها، كسوة الكعبة مزينة بآيات قرآنية من الذهب. وقديماً لم تقتصر الكسوة على الكعبة فقط، بل شملت أيضاً الحُجْرة النبوية، وحِجْر إسماعيل، ومقام إبراهيم.
3- الحجر الأسود
نزل من الجنة، ومنه يبدأ الطواف بالبيت العتيق، وهو حجر بيضاوي الشكل، لونه أسود ضارب للحمرة، وبه نقط حمراء وتعاريج صفراء، يبلغ قطره حوالي ثلاثين سنتيمتراً، وعرضه عشرة سنتيمترات، ويحيط به إطار من الفضة، حيث يسعى المسلمون لتقبيله أثناء الطواف إذا أمكنهم ذلك. يقع الحجر الأسود في حائط الكعبة في الركن الجنوبي الشرقي من بناء الكعبة على ارتفاع متر ونصف متر من أرض الطواف. وعنه قال المصطفى ﷺ “نزل من الجنة”!
ولا تزال هناك الكثير من أسرار الحجر الأسود في مكة المكرمة، يمكنك الاطلاع عليها من هنا.
4- مقام إبراهيم
ذاك ياقوتة من الجنة! مقام إبراهيم هو الحجر الذي وقف عليه خليل الله إبراهيم -عليه السلام- أثناء بناء الكعبة لما ارتفع البناء مع ابنه إسماعيل -عليه السلام-. فلما ارتفع البناء كان يقوم فوقه ويناوله إسماعيل الحجارة فيضعها بيده لرفع جدار الكعبة. {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (البقرة/ 127)، لذلك يمكن رؤية أثر قدمي النبي إبراهيم -عليه السلام- عليه في الحجر، وكان كلما أتم ناحية، توجه للتي تليها طائفاً بالكعبة، وينقل معه المقام ليقف عليه، حتى أتما بناء الجدران الأربعة للكعبة.
وفي فضل مقام إبراهيم قال المصطفى ﷺ: (إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمس الله نورهما، ولو لم يطمس نورهما؛ لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب). سنن الترمذي ومسند أحمد.
5- بئر زمزم
يقع بئر زمزم في الجهة الشرقية من الكعبة، بجانب ركن الحجر الأسود ويبعد البئر عن الكعبة قرابة الست وأربعون ذراعاً. ماؤه الأنقى على الأرض. فعن عبد الله بن عباس رضى الله عنه أن النبي ﷺ قال: “خَيرُ ماء على وجْه الأرض ماء زَمْزم، فِيه طعامٌ من الطُّعْم، وشِفاءٌ من السُّقْم”. رواه الطبراني.
وهي تلك البئر المباركة التي فجرها جبريل بعقبه لإسماعيل وأمه هاجر، حيث تركهما نبي الله وخليله إبراهيم -عليه السلام- بأمر من الله -عز وجل- في ذلك الوادي القفْر الذي لا زرع فيه ولا ماء، حين نفد ما معهما من زاد وماء، وجهدت السيدة هاجر وأتعبها البحث ساعية بين الصفا والمروة ناظرة في الأفق البعيد علها تجد مغيثاً يغيثها، حتى كان مشيها بينهما سبع مرات، ثم رجعت إلى ابنها فسمعت صوتاً، فقالت: “أسمع صوتك فأغثني إن كان عندك خير” فضرب جبريل الأرض، فظهر الماء، فحاطته أم إسماعيل برمل ترده خشية أن يفوتها، قبل أن تأتي بالوعاء، فشربت ودرت على ابنها. روى البخاري هذه الواقعة مطولة في صحيحه.
6- غار ثور
غار ثور هو الكهف الواقع على جبل ثور، الذي آوى الرفيقين (رسول الله ﷺ وصاحبه الصديق أبا بكر) أثناء الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة المنورة عندما عقد مشركو قريش النية على اقتفاء أثر الرسول ﷺ وآثار صاحبه حتى انتهى بهم المطاف إلى مقربة من ذلك الغار. زيارة غار ثور تُعزز من فهم الزائر للظروف التي عاشها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في سبيل نشر الإسلام. وقصص وأحداث أخرى بغار ثور، اطلع عليها من هنا.
7- جبل عرفات
المشعر المعروف من مشاعر الحج وأهم محطات الحج، وهو أشهر من أن نقوم بتعريفه، فهو مكان وقوف الحجاج يوم التاسع من ذي الحجة، ليكتمل الحج. لقول رسول الله ﷺ “الحج عرفة”. الجبل يضم العديد من التضاريس، أبرزها جبل الرحمة؛ وهو أكمة صغيرة يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف، ويسمى أيضاً جبل القُرين أو النابت. أما عن الوقوف فيعتبر الوقوف على جبل الرحمة ليس من واجبات الحج، فكل عرفات تُعتبر موقفاً، كما قال ﷺ: “وقفت ههنا – بعرفة وعرفة كلها موقف”.
8- مزدلفة
تشتهر بمزدلفة، لكن لها 3 مسميات، أشهرها مزدلفة، وجمع، لقوله ﷺ: (ووقفت ههنا وجمع كلها موقف) المشعر الحرام، وهو تسمية القرآن، قال جل وعلا: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} (البقرة/ 198)
والمشعر الحرام على وجه الخصوص جبل كان يسمى قزح، وهو الذي بني عليه المسجد الموجود الآن في مزدلفة والمكتوب عليه المشعر الحرام، وهذا هو نفس المكان الذي وقف فيه النبي ﷺ، وصلى صلاة الفجر في مزدلفة في أول وقتها حتى يتفرغ للقيام، ثم وقف مستقبلاً القبلة يدعو تحقيقاً للآية: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} (البقرة/ 198)
وفيها يبيت الحجيج حتى قبل بزوغ الشمس؛ لجمع الحصى التي سيتم استخدامها في رمي الجمرات في منى. ومنها ينفرون إلى منى لاستكمال مناسك الحج.
9- مقبرة المعلاة
تقع مقبرة المعلاة في بداية طريق الحجون على يمين المتوجه إلى الحرم المكي من جهة حي المعابدة في مكة المكرمة. تُسمى أيضاً “مقبرة أهل مكة” أو “مقبرة المعلا”. سميت بهذا الاسم لأنها تقع في أعلى مكة، وهي أقدم المقابر في المدينة. وتحتوي المقبرة على أماكن مخصصة لتغسيل وتكفين الموتى، بالإضافة إلى وجود سيارات إسعاف لنقل الموتى. ومن أبرز عظماء الإسلام والشخصيات التي دفنت فيها هي زوج الرسول ﷺ: السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- وأسماء بنت أبي بكر وابنها عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- والخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، كما وتوجد بها قبور بني هاشم من أجداد وأعمام رسول الله ﷺ. يُعتَبر زيارة المقبرة تذكيراً بأهمية الشخصيات التي ساهمت في نشر الدعوة الإسلامية.
مقبرة المعلاة تُعَد موقعاً مهماً للزوار الذين يرغبون في تأمل التاريخ الإسلامي والاعتراف بدور الأفراد الذين كانوا جزءاً منه.
الخاتمة
و غيرهم الكثير من الأماكن العتيقة بمكة، حيث أن مكة المكرمة تعد مقصداً للزوار من جميع أنحاء العالم بفضل معالمها الدينية والتاريخية الفريدة. من المسجد الحرام والكعبة المشرفة إلى جبل النور وغار حراء، فتزخر مكة بالعديد من المواقع التي تجذب الزوار المسلمين وغير المسلمين على حد سواء والتي تعد من أهم مزارات مكة المكرمة. اكتشف الآن مساراتنا التي تجمع العديد من الأنشطة الثقافية والدينية حول كافة هذه المزارات والأماكن السياحية في مكة المكرمة.
المراجع
المكتبة الشاملة – كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية
المكتبة الشاملة – كتاب موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة
المكتبة الشاملة – كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب لمحمد المنجد
المكتبة الشاملة – كتاب شرح صحيح مسلم لحسن أبو الأشبال
المكتبة الشاملة – كتاب مقام إبراهيم – ضمن آثار المعلمي
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.